المطبخ السياسي

المطبخ السياسي

عملية إتخاذ القرارات السياسية في كثير من الدول تحتاج إلي قدرات ليست هينة تصدر من أناس من ذوي الخبرات والحنكة السياسية العالية لما لهذه القرارات من تأثيرات علي المشمولين بها سواء أكانت تلك القرارات تخص السياسة الخارجية أم تخص السياسة الداخلية ومابين عملية التفكير في القرار وإصداره ، تأخذ جهدا طويلا من التحضيرات ودراسة أثاره علي المدى البعيد وما إلي ذلك، تلك العملية أطلق عليها طبخ القرارات في المطبخ السياسي ووفقا للخلفية التي يستند إليها القرار تكمن قوة الأثر سلبا أو إيجابا،فهناك من القرارات ما تحولت بها مسارات أمم وقدرت به مصائر شعوب والتاريخ خير شاهد علي ذلك ، فالسياسة لها رجالاتها والقرارات السياسية أظنها في أغلبها مصيرية لذا فهي تحتاج إلي مطبخ تتوفر فيه كافة الإمكانات وأعضاء ذو صفات عالية لتحضير القرارات علي نار هادئة حتى تتحقق كافة النتائج المرجوة من إصدارة .
والآن نجد كثير من المطابخ السياسية حالها حال كثير من المطابخ المنزلية تفتقر إلي أقل الإمكانات لتحضير أبسط الوجبات نظرا لإنتشار (التيك أوي والفري ديليفري ) الوجبات الخفيفة والتوصيل المجاني للمنازل أصبح كل شئ جاهز بدون عناء هذا علي الصعيد المنزلي،أما علي الصعيد الدولي فنجد القرارات السياسية في تخبط مستمر لعدم بزل أي مجهود فتجد نفسك بين عشية وضحاها قد تغيرت محل إقامتك ومنزلك كما هو لم يتحرك وأن وزارة قد ألغيت وأخري استحدثت ومع هذا فإن مثل هذه الطبخات قد أعتدنا عليها ، أما علي مستوي المطبخ العالمي فإنه قد أستحدث طبخات لم نسمع عنها من قبل ولم تأتي بها أبله نظيرة في كتابها المشهور الذي أطلعت عليه من الألف إلي الياي ، فتجد في برنامج طبق اليوم الذي يقدمه أحد أعضاء المطبخ السياسي إلغاء دولة واستحداث دول أخري علي أنقاضها ، إعدام رئيس وتهيئة الآخر !!! أخشى ما أخشاه أن يأتي بنا اليوم الذي نجلس فيه لنشم فيه فقط رائحة الدخان القادمة إلينا من المطبخ السياسي العالمي .


عادل سعيد الباجوري

adelbagouri@yahoo.com
موبايل 55898973
ت/ 46999754
ف/ 44699985

ما اروع مدوناتك يا استاذ عادل

لفت انتباهى الكثير من النقاط اهمها نقطة تخص انشاء دولة وازالة دولة ( ما يحدث بالفعل فى السودان ) واعدام رؤساء وتجهيز اخرون لذلك .

اشكرك جزيل الشكر .
ابو كريم