البرنامج الأنتخابي

ظلت حشود الجماهير الغفيرة تؤازر وتؤيد أبن القرية مدة دورتين متتاليتين أملاً فى أن يوفق ويشاهدوه يوما ما علي شاشات التلفاز وتحت قبة البرلمان ينقل همومهم إلي السادة المسئولين والوزراء تلك الأحلام التي سطرت عبر كتيب صغير يحمل عنوان البرنامج الانتخابي بما يحتوي من أهداف منها . الحد من البطالة بإيجاد فرص عمل ، شبكات مياه ، شبكات الصرف الصحي ، رصف الطرق ،....الخ إلا أن الآمال سرعان ما تبددت لأنه لم يوفق فى تلك الدورة وفاز المنافس ومرت السنوات الخمس هي مدة الدورة الأولي وبدأ التمهيد للمعركة الجديدة وأنتشرت الحشود المتعطشة مرة أخرى على حد تعبير أحد أساتذتي( انتشروا إنتشار النار فى الهشيم تقتل الجر ثوم ولا تحرق المريض وهبوا هبوب الريح اللينه تدفع الشراع ولاتغرق المركب ) خوفاً من تكرار ماسبق ومرت الأنتخابات وأكتسح إبن القرية هذه المرة بآلاف الأصوات ، أفراح عارمة ، كل بيت يحتفل وكأنه مناسبة خاصة الأنوار لم تنطفئ ، القرية لم تنم طيلة شهر كامل لماذا كل هذا لأن الآمال والأحلام على بعد خطوات من السادة المسئولين بعد أيام قليلة سوف يذهب أبن الدائرة إلي حيث أرادوا ، يحمل الحصانة البرلمانية في جيبه وعلى كتفيه هموم الآلاف التي تحتاج إلي قوة إرادة وعزيمة ليست ببعيدة عمن وضعوا فيه ثقتهم ، بدأ النائب حياته الجديده يحبوا بخطوات هادئه يتحسس المكان الجديد ويتلمس الرفيق وتمر الأيام وتعقد الجلسات وأسئلة تلوح فى الأفق أين الثقافة القانونية ، أين التقافة البرلمانية ، من أين السبيل إلى مراكز القوي التي بيدها العصا السحرية لتحقيق أحلام الفقراء ، تخبط وعناد لن يسمن ولايغني من جوع ، ومرت السنوات الخمس كلمح البصر ولم يتحقق سوي الشيء القليل ، وبدأ التمهيد لمعركة أنتخابية جديدة وأنقسم الناس علي أنفسهم بين مؤيد ومعارض ومقاطع ، ولكن ما العمل وماالجدوي من هذا وبدأ الأمل يتسرب من جديد مع تعالي أصوات المؤيدين مدفعوين بحبهم لهذا الشخص ورغبتهم في تحسين الأوضاع التي تزدرئ يوماً بعد يوم ، نعم الأمل مازال موجوداً وسيتحقق بإذن الله ، دورة واحدة لاتكفي ، إن السياسة لها دهاليز والتعامل مع الساسة ليس بالأمر اليسير واللعب مع الكبار يحتاج إلي نفس طويل ، وأحتشدت الهمم مرة أخري ، إبن القرية لازال معهم يجدد العهود ،والوفاء بالوعود قريب .وتدور الرحى وتأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ، ليس بفوز أحد المنافسين عليه بالحصول علي عدد أكبر من الأصوات ولكن بالطعن فى عدم توافر أحد شروط الترشيح ، نعم تحطمت أحلام الألاف علي صخرة شرط أداء الخدمة العسكرية الإلزامية أو الإعفاء منها طبقاً للقانون . حيث كان الوالد رحمه الله عمدة القرية وكان آنزاك أبناء العمد لا يؤدون الخدمة العسكرية ليس بحكم القانون ولكن بحكم النفوذ ،أياً ما كان الأمر فإن أبن القرية قد أخذ جانباً وتفتتت الحشود وتبددت الآمال وأسدل الستار ليصعد المنافس علي المسرح من جديد وله برنامجه وله مؤيدوه ، سوف تنقل الخدمات إلى مكان آخر .

الشيء الذي يفرض نفسه هنا لماذا تنحي أبن القرية جانباً ولم يشارك مشاركة إيجابية بالاتحاد مع أحد المرشحين ولا سيما أن تحت مظلته آلاف الأصوات التي تؤيده و تستطيع أن تحول مسار الانتخابات وسيترتب عل هذا أنه سيمثل مركز قوة لأي مرشح وسيعملون له ألف حساب وربما سيحقق لمؤيديه مالم يستطع هو تحقيقه لهم من قبل حيث كان نائباً . ولكن ماذا نقول في أناس تدفعهم العاطفة التي لن تحقق الكثير من الأهداف وفي شخص لم يدفعه إلا حب الظهور والمصالح الشخصية ، وماذا نقول أيضاً فى عدم تأهيل الشخص للمكان الجديد ، ليس عيباً أن تقام الدورات التدريبية والبرامج التثقيفية لمن سيحمل في عنقه أحلام الفقراء والمساكين.



عادل سعيد الباجوري

المحامي

adelbagouri@yahoo.com

جوال/5898973

ت/4699975

ف/4699985

كا اروع ابداعك وما اروع مقالك والله انا فى غاية السعادة لاسهامك فى منتدانا .
جزاك الله خير الجزاء واتطلع الى المزيد منك.

محمد منصور
ابو كريم
55287762