الشعوب هي مصدر السلطات

لاأحد يستطيع أن ينكر أن بعض أهداف ثورة 25 يناير قد بدأت في الظهور علي أرض الواقع مثل 1- حل مجلسي الشعب والشوري
2- الموافقة علي تعديل بعض المواد في الدستور
3- تحديد فترة ستة شهور لنقل السلطة
4- الاستفتاء علي مواد الدستور بعد شهرين
5- الإبقاء علي الحكومة الحالية لتصريف الأعمال
6- منع بعض الوزراء ورجال الأعمال والحزب والوطني من مغادرة البلاد
هذه بعض الأهداف التي طالبت بها الثورة وأقرها المجلس الأعلي للقوات السلحة المصرية
ولاننكر أن هناك العديد من مطالب الثورة ولكن حتي الآن لم يوف بها المجلس منها إلغاء حالة الطوارئ ودستور جديد وليس تعديل والأفراج عن المسجونين السياسين الخ .......
ما أود الأشارة أليه هو
أولا - الإبقاء علي حكومة تصريف الأعمال ( تلك التي شكلها نظام سقط بقوة الشعب وذهب إلي ذاكرة التاريخ أليس بالأحري أن تذهب تلك الحكومة معه إلي ذاكرة التاريخ ) لماذا نبقي علي وزارة سقط رأسها وبقيت هي كذيل الأفعي ___ لماذا نبقي علي وزارة تشكلت من رموز حزب ولي في غياهب الزمن ولم يعد له إلا فلول بسيطة تتهاوي بطريقة مخزية وتتحول بطرية غريبة بدون أي مبدأ من مبادئ الكرامة وتتخلي عن مبادائها التي ظلت ردحاً طويلاً تدافع عنه ونراها الآن تحاول الأنضمام للثوار وتتبرأ من الحزب الوطني __ لاأدري من الغبي - من يريد الأنضمام أم من يسمح لهم بالأنضمام سؤالي ألا يوجد في مصر من يصرف الأعمال إلا هذه الحكومة .
ثانياً - أوقف المجلس الأعلي للقوات المسلحة العمل بالدستور ( وكلنا يعلم أن الدستور هو مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها، والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة، أو هو موجز الإطارات التي تعمل الدولة بمقتضاها في مختلف الأمور المرتبطة بالشئون الداخلية والخارجية
أي أن الدستور هو الضمان الحقيقي لتحقيق مبادئ الثورة أما وأن الجيش هو الذي يدير أمور البلاد لفترة مؤقته فهو يعد الضمان لذلك وأود هنا أن أعود إلي الثورة والثوار إذا ما تعرض الجيش لضغط بطريقة أو بأخري سواء داخلياً أو خارجياً لتحقيق أهداف بعض من يريدون الألتفاف علي مبادئ وأهداف الثورة _ الحل من وجهة نظري بما أن الشعوب هي مصادر السلطات وهي التي تقر الدساتير وبما أن في حالتنا هذه الدستور المصري غير مفعل فإن الشعب هو الضمان الوحيد لأن يصل بالثورة إلي تحقيق أهدافها وذلك بالأستمرار بالتواجد في الميدان علي الأقل كل يوم جمعه يحتشد الناس ليري ويعلم الجميع أن الثورة وارائها ثوار وأن لهم مطالب مشروعة أقرها الجميع بما فيهم النظام السابق والجيش الذي بيده مقاليد الحكم , والغرض من الأحتشاد ليس الضغط علي الجيش بل دعم الجيش لتحقيق ما أقره بأن مطالب الشعب كلها مطالب مشروعة وأن يري الجميع ومن يريدوا الألتفاف علي الثورة أن الثوار موجودون ويكون ذلك دافعاً للقوات المسلحة أن تسير قدماً في تحقيق كل أهداف الثورة .
ثالثاً- المطالب الفئوية كتثبيت عماله أوزيادة أجور , حقيقية ليس هذا الوقت المناسب لطرحها بل يجب الأنتظار بعد مرور الفترة الأنتقالية .
برغم كل ذلك فإن هناك حقائق يجب التأكيد عليها ألا وهي
1- كانت هناك ثورة , مصرية , شبابية
2- كان هناك ثوار مصريين
3- كان هناك ميدان للتحرير
4- كان هناك نظام ديكتاتوري سقط ( تهاوي)
5- عادت الصورة إلي وضعها الصحيح بعد أن قلبها النظام , صورة المصري صانع التاريخ .
6- مفاهيم العالم قد تأكدت أن المصري صانع المعجزات قد أختزل التاريخ
7- شباب الكاجوال والتيك أوي وأوعي وشك وشباب خارج الخدمة والأغاني الشبابية والبنت الحلوة طحن وكفك كاتشب مايونيز . أتضح أن دا كله كانت مناورات شبابية فيس بوكية للقيام بثورة شبابية لم يتسطع أي جهاز أستخبارات في العالم أن يكتشف أو يخترق هذا التنظيم الغير منظم وعجبي .
8- كل ماشاهده العالم من 25 يناير حتي 11 فبراير 2011 هو درس في كل نواحي الحياة . كما كان هناك درس للعالم في 6 أكتوبر 1973 كل هذه الدروس لا تخرج إلأ من شعب صانع للحضارات وشعب يؤكد أننا لسنا من يجلس ويفتخر بسبعة ألاف سنة حضارة فقط بل نقول لازلنا نصنع وسوف يري العالم من هي مصر وسوف تعود للريادة والقيادة ليس للعرب بل للعالم هذا الشعب الذي يمتلك أرادة من فولاذ وشباب فيس بوك وعجبي مرة ثانية ولن يتوقف التعجب لطالما ظل العالم محدق عينيه وفاغر فاه إلي المحروسة بأمر المولي .
مع خالص تحياتي
عادل الباجوري